كارثة إنسانية بجنوب السودان.. تضرر نحو مليون شخص في 6 ولايات جراء الفيضانات

كارثة إنسانية بجنوب السودان.. تضرر نحو مليون شخص في 6 ولايات جراء الفيضانات
فيضانات جنوب السودان

حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” من أن الفيضانات المدمرة التي تجتاح جنوب السودان خلفت آثاراً كارثية في السكان، حيث تضرر نحو مليون شخص في ست ولايات، غالبيتهم في ولايتي جونقلي والوحدة.

وقال المكتب الأممي، في بيان يوم الجمعة إن أكثر من 335 ألف شخص اضطروا إلى النزوح من منازلهم بحثاً عن مناطق أكثر أماناً، في حين تواصل مياه الفيضانات ابتلاع القرى والمزارع والمرافق الحيوية وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

وبحسب أوتشا، تسببت الفيضانات في تضرر أكثر من 140 مرفقاً صحياً، غُمر نحو ثلثها بالمياه أو خرج عن الخدمة بشكل كامل، ما أدى إلى حرمان عشرات الآلاف من السكان من الخدمات الطبية الأساسية في وقت حساس يشهد تفشياً متزايداً للأمراض في جنوب السودان.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن أكثر من 104 آلاف إصابة بالملاريا سُجلت خلال الأسبوع الماضي وحده، منها 16 وفاة، أي بزيادة تقارب 15 في المئة عن الأسبوع السابق، نتيجة تفشي البعوض واتساع نطاق الفيضانات.

دعم أممي متواصل

ورغم التحديات الأمنية وصعوبة الوصول إلى المناطق المنكوبة، أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن وكالات الأمم المتحدة وشركاءها يواصلون جهودهم لإيصال المساعدات الغذائية والطبية إلى المتضررين.

ويعمل برنامج الأغذية العالمي على توفير الغذاء والدعم التغذوي في المناطق الأشد تضرراً، في حين أرسلت منظمة الصحة العالمية أكثر من 50 طناً من الإمدادات الطبية الطارئة إلى ولايات جونقلي والوحدة وأعالي النيل.

كما تقدم فرق الصحة التابعة للمنظمة الدولية للهجرة الأدوية والمساعدات الميدانية، في حين وقعت المنظمة هذا الأسبوع اتفاقاً مع حكومة جنوب السودان لاستثمار 8.5 مليون دولار في بناء بنية تحتية مقاومة للفيضانات وإعادة تأهيل قنوات الصرف لحماية مدينة بور في ولاية جونقلي.

بلد مثقل بالأزمات

تأتي هذه الكارثة في وقت يواجه فيه جنوب السودان مزيجاً قاتلاً من الأزمات المتشابكة، إذ يعاني من صراع داخلي مستمر وانعدام الأمن الغذائي الحاد، إضافة إلى آثار التغير المناخي التي تضرب المناطق الزراعية وتدمر سبل العيش.

ويحذر الخبراء من أن الفيضانات المتكررة أصبحت ظاهرة سنوية تدمّر الأراضي الزراعية وتدفع المجتمعات إلى النزوح القسري، ما يزيد من هشاشة الوضع الإنساني في بلد يعتمد أكثر من سبعين في المئة من سكانه على المساعدات الخارجية للبقاء على قيد الحياة.

يشهد جنوب السودان منذ استقلاله عام 2011 سلسلة من النزاعات الداخلية والكوارث المناخية التي عمّقت أزماته الإنسانية، وتُعد الفيضانات الحالية من بين الأسوأ في تاريخه الحديث، إذ أدت إلى تدمير المحاصيل والمنازل وقطع الطرق الحيوية.

ويعد إقليم جونقلي من أكثر المناطق تعرضاً للمخاطر المناخية، حيث تتكرر الفيضانات بشكل شبه سنوي نتيجة التغيرات المناخية وارتفاع منسوب المياه في نهر النيل وروافده.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو ثمانية ملايين شخص في جنوب السودان يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة، في وقت يواجه فيه البلد تحديات كبرى في البنية التحتية والقدرة على الاستجابة للأزمات البيئية المتكررة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية